الى بن غزي
قد يكون هذا اخر ما اكتبه، ليس لك فقط بل اخر ما اكتبه في كل شيء ،فقد قررت الاعتزال، قررت ترك كل شيء و الاكتفاء بهذا، لأنه لم يعد أحدٌ يجيب او يستجيب كما كان، انت نفسك لم تعد تستجيب كما كنت، لهذا قررت رمي الاقلام و حرق الاوراق حتى لا اكون مجنوناً يمشي فيسمع اصواتاً ليست هنا ينظر فيرى اشخاصاً ليسوا هنا… و لن يكونوا، فأكن كالشاعر الذي قال
“اني لأفتح عيني حين افتحها
على كثيرٍ لكن لا ارى شيئا”
سأتوقف حتى لا اصير مجنوناً يكلم نفسه دون ان ادري، كما انني قد مللت كل هذا، مللت ان ارمي شباكي كل يومٍ فيقفز السمك في قاربٍ غير قاربي، مللت الجلوس اما البحر انادي امواجها فأرى امواجه تداعب شواطئ البلاد البعيدة، مللت ان اتغزل بالشمس فاتحاً لها شُبَّاكي فتغرب من فورها، سأغلق الشباك لأنه ان طال فتح الشبابيك فستجد الافات و الحشرات منفذاً لها و مدخلا و ما بداخل منزلي من حشراتٍ يكفينِ، يكفيني كل المرات التي صرخت فيها بعد ان سقطت علي صخرة و لم اجد عوناً، لم اجد الا الصخرة تصفق بقوة و تصرخ بأعلى صوتها مادحة ابداعي في الصراخ
لهذا قررت ان اتوقف بعد ان مللت سماع صدى صوتي في الوادي دون ان يزعجه صوتٌ اخر، ربما سأبحث عن شيء اخر استهويه، سأجمع الطوابع ربما، لا ادري لكنني حتماً سأتوقف عن جمع الكلمات ، و سيكون اخر يناير شاهداً على هذا، دائماً ما كان لاخر يناير ذكريات ، ربما سينضم هذا القرار الى ذكريات يناير السيئة الكثيرة، و ان لم يكن فلعله يكون اول ذكرى سعيدة منذ عقدين، و للأسف لم اكن موجودا وقتها حتى افرح بتلك الذكرى .
كن سالماً
Bình luận