إذن هاقد عدت لدفاترك القديمة مجددا؟ , ترى مالذي تغير هذه المرة ؟-
لماذا تعود الأن كي تكتب ؟ نفس العرض , ذات الجمهور , ذات المسرح و الإضاءة , فمالذي تغير الأن؟ هل تريد العودة للماضي , و هل تستطيع العودة ؟ ههه أخشى انك تغيرت كثيرا يا صديقي
قد مضى زمنٌ منذ أخر مرة كتبت فيها , هل مازلت تذكر كيف تكتب ؟ , هل مازلت تذكر شعور الإمساك بالقلم و خط الحروف حرفاً تلو الأخر حتى تصنع كلمة ثم تجمع الكلمات مكونا الجمل , فتخلط الجُمل مع بعضها البعض لتكون قصة , أو مقالة , أو اي شيء , أو لا شيء , هل مازلت تذكر كل هذا ؟ أم ان غربتك انستك كل ما عشته , انستك من تكون ؟
ها انت الأن جالسٌ على كرسيك لا تعرف من اين تبدأ , لا تعرف ماذا تخبرهم و بماذا تحدثهم , جفت من عندك الكلمات و نضبت , هاقد اصبحت غريباً بين كل شيء , بين كتبك , بين الناس , حتى مع نفسك اصبحت غريباً , انظر للمرأة و اخبرني هل تعرف هذا الوجه ؟ ماهذا الشعر الأحمر الإبتسامة الزائفة , أخفيت نفسك وراء مساحيق الزينة حتى اختفت نفسك ولم تعد .
لا تطل التفكير , أخبرهم عن كون المرء مهرجاً ماذا ؟! هل قلت ماذا اقصد ؟ , أخبرهم عن عذاب كون المرء مهرجاً , أن تكون مثقلاً بكل هموم الدنيا , لكنك لا تستطيع إظهار ذلك , فالملامح عندك باتت مجرد زينة , ترسم الإبتسامة بالألوان حتى و ان لم تكن حزيناً , و أحيانا تضع وجه العبوس و ترسم دمعتين , حتى و ان كنت اكثر الناس فرحاً , تختزل كل انسانيتك في كونك اداة لاضحاك الجمهور ,
تسقط فيضحكون
تقف فيضحكون
تبكي فيضحكون
تموت فيـ…..نعم أيضا سيضحكون
و هل كنت تعتقد بأنهم سيفعلون شيئاً غير ذلك , انظر لهم , يأتونك حين يشعرون بالضيق طلباً للضحك , فتضحكهم , تأتيهم انت طلباً للضحك فيضحكون هم ,
و هل يحزن المهرج ؟ بالنسبة لهم لا ,
ماذا قلت ؟ ليس كلهم هكذا ؟! هههه
و اين هؤلاء الذين ليسوا هكذا , انت مهرج في عيون كلٍ منهم , لكن وظيفة واحدة و هدف واحدٌ فقط , إضحاكهم , ليس من حقك ان تضحك انت او تفرح , ان تسمتع , كل هذا ليس من حقك , أنت جيدٌ إذا ما بقيت في إطارهم , سيءٌ لو خرجت عنه , و تقول لي ليس كلهم هكذا , أين هم الأخرين إذن , لماذا لا اراهم ؟ , لماذا كلما خرجت حزيناً من عرضك لا أرى أحدٌ منهم معك , لماذا اكون انا دائما من يحفزك قبل العرض و من يواسيك بعده , ليس هو او هي او هم , بل انا , إن كانوا حقا هكذا فلماذا انت جالسٌ تحدث نفسك الآن تماما ككل مرة بعد العرض,
Comments