هل حان الأوان لكي نقولها أم أنك مازلت تريد المماطلة ؟! .. هل كفاك ما رأيت ؟!! و اسألني مالذي رأيته كي أجيبك ألم ترى بأن الحياة قد ماتت ؟! , ألم تفقد الحياة ألوانها حتى صارت بلونٍ واحد ؟! ولن أقول بأنها صارت سوداء حتى لا أكون متشائماً , لكن فلنقل بأنها رمادية , صارت باردة خالية من أي شيء , الرؤية فيها مشوشة , لا تعرف شيئاً عن خطوتك القادمة.. لكنك كنت دوماً هكذا , ذو أهدافٍ عديدة تسير نحوها بخطواتٍ عشوائية , فمن الرياضة انتقلت للراب و منه إلى الطب ثم الكتابة حتى وصلت إلى هنا , شخصٌ لا يعلم ماذا يفعل في الغد . لن ألومك فالحال واحد , نحن نقف الآن أمام جيلٍ من الشباب المحطم , الذابل , شبابٌ نسي بعضهم أحلامه و جعلها ترحل بعيداً عندما اقتنع بأنه لن يصل لها , لقد انفجرت كل الأحلام بعد أن تم تفخيخها و تلغيمها , فهل ملئ دخانها صدرك أم مازلت تريد الاستنشاق .. انظر حولك شبابٌ كانوا بالأمس القريب يحلمون بشهادة ثم بحثٍ عن عمل , و اليوم هم يحلمون بمشروع كشك دخان أو قهوة يبدؤون به حياتهم , بيع الكيف قد صار التجارة الأكثر ربحاً فكل الناس تريد أن تنسى همومها .. هل حان الأوان لقولها ؟! أم أنك مازلت ترغب بالمكابرة و التعالي ؟! و أنت واهم إذا كنت ترغب ذلك , فوحده الدولار و من يملكه له الحق في أن يتعالى على الكل , أما أنت فقد أصبحت كالربع دينار , تكاد تكون معدوم القيمة . هل حان الأوان لقولها ؟! أم أنك مازلت ترى أن الأمل موجود ؟! و أظن أن ما تراه ليس إلا مجرد وهمٍ و سراب لن تصل له فكفاك لحاقاً به, كي لا تهلك نفسك,فتصير كعطشانٍ يرى عين ماء بعيدة وسط الصحراء, كلما جرى نحوها زاد عطشه و زادت هي ابتعاداً .. هل آن أوانها ؟! أم أنك لم تقتنع بعد بأن النفق الذي أنت فيه هو أطول من ليلة دون عشاء , و لن يقدر أحدٌ على إكماله و الخروج منه , و كل من يقول بوجود مخرج هو مؤمن بالخرافات .. أخبرني يا صديقي , إن لم يكن الآن موعد قولها , قل لي متى تريد ذلك , هل بعد أن يفوتك كل شيء و تصبح عجوزاً هرماً محطماً , خالياً من الحياة كخلو فمه من الأسنان , هل بعد أن تفقد شعر رأسك ستفقد الأمل الزائف الذي بداخلك ؟! أخشى أنه حتى حينها سترفض قولها , سترفض الاعتراف بأنها “تملحت” يا شامية .
يا شامية
ahmedobenomran
Comments