ها قد اتى فبراير مرة اخرى، و فبراير عندما يأتي لا يأتي لوحده بل يأتي حاملا عديد المناسبات، لك في الفلانتين مثال، لكن ليس هذا ما يهم حقا، يأتي فبراير معلنا عن قدوم موسم التنفيخ السنوي، في هذا الموسم يبدأ الفرحون بثورة حدثت قبل سنوات في مثل هذا الشهر، يبدؤون احتفالتهم بذكرى هذه الثورة، و يبدأ في الضفة الاخرى ذوي الفقيد الوحيد في النديب و الصراخ على فقيدهم كأنهم نسوة مات رب بيتهن ، نعم ليبيا في عهد سبتمبر كانت دولة المواطن، في ليبيا سبتمبر كان المواطن الليبي يعيش و اسرته و من معه في حياة رخاء، هو من يحكم و هو من يأمر، لكن للأسف ليبيا سبتمر قد ركزت على ان تكون دولة المواطن حتى. ارتكزت عليه، ليبيا سبتمبر صممت خصيصاً لكي تكون مناسبة لهذا المواطن، كأنها سروال فصلهم احدهم عند خياط فبات من الصعب ان يرتديه غيره، و هذا ما حدث غاب المواطن و عائلته فتاهت ليبيا، و هذه قمة الحماقة، ان تختزل دولة كاملة بكامل مؤسستها في شخص واحد، ان تختزل شعبا كاملا و تجعله يعيش في عبائتك، حتى من كانوا بالامس يتراقصون امام المحكمة ببنغازي و يطبلون اليوم للنظام السابق لا يطبلون الا لشخصٍ واحد، لا يعرفون في ذلك النظام الا شخصاً واحد، بل الادهى انهم لا يعرفون حتى نوع النظام الحاكم و فلسفته ، لا يعرفون الا ذاك المواطن. كنت قد اعلنت اعتزالي عن ما افعله مهما كان اسمه، لكن ضجيج هؤلاء بين المؤيد و المعارض ازعجني، لذلك اردت القول بأن فبراير لم تكن جيدة و سبتمبر لم تكن سيئة، السيء و الجيد هو انتم، كل مافعلته فبراير هي انها ازاحت الغطاء عن ستة ملايين نصاب ، كشفت بأننا شعبٌ يريد دخول الجنة دون ان يعبد ربه، شعب يريد ان يبني ناطحات سحاب دون ان يحرك حجراً واحداً، كشفت اننا شعب يحب ان يعيش في دور الخادم و ايضا ان يخدمه غيره، و هذا ما حدث، ذهب القذافي فجلستم في منازلكم و تمنيتم ان تتحول هذه المنازل الى قصور بين ليلة و ضحاها و نمتم تحلمون بذلك و اطلتم النوم حتى استيقظتم ذات صباح فوجدتم ان اللصوص قد سرقوا المنزل و استوطنت المنزل الحشرات و الافات فبات اشبه بالزريبة، عندها صرتم تندبون على ذاك الذي مات دون ان تفعلوا شيئاً لتتظيف البيت، و اخترتم ان تكملوا عمركم في البكاء على ما حصل ، اقول في الختام و الحديث لمن يتباكون اليوم ، الحديث لمن صدعوا رؤسنا بأنه قد تم الضحك علينا قبل 6 سنوات، الحديث لأولئك الغير مضحوك عليهم و لا المغررين، من كان يؤمن بمعمرٍ فإن معمراً قد مات، و من كان يؤمن بليبيا فليبيا ما تزال موجودة، انقذوها ذلك خير لكم من النواح ان كان بكم عقل
هلا فبراير
ahmedobenomran
Comments