top of page

ستة و عشرون عاماً

ahmedobenomran

التاريخ :26-12-2019

كتبت هذه الكلمات قبل شهر تقريباً، في السادس و العشرين من ديسمبر لعام 2019، انهيت كتابتها، عدلت موعد نشرها الألي، ثم تركتها، اعتقد بأنه حينما يحين موعد نشرها سأكون حينها قد نسيت كتابتها من الأساس، إذن قبل ايامٍ كان يوم ميلادي، منذ ستة و عشرين عاماً  جئت لهذا العالم في ليلة باردة من يناير 1994، هو ذات الشهر الذي سأعترف لكِ فيه بإعجابي بعد عدة اعوام، و مازلت اذكر ردة فعلك بالرغم من مرور الأعوام، و مازلت اعاني من تأثيرها علي بالرغم من مرور الأيام، لكن هكذا هو يناير دائماً، مليءٌ بالسلبيات، جرحك هذا، ميلادي، فقدان جدي، كم اكره يناير و برده، بعد عامين أو ثلاثة تقريبا من اعترافي ذاك، جربت مرة أخرى، هذه المحاولة كانت عكس سابقتها، وافقتي حينها، انقلبت حياتي رأساً على عقب، صار لون الحياة وردياً و مزهراً، هكذا هو يناير دائماً، مليءٌ بالإيجابيات،  يوم ميلادي، موافقتك تلك، كم احب يناير و دفئه، مرت السنوات على يناير ذلك و في كل سنة كان يناير يفاجئني بشيء، أذكر انني في ذات اليوم قبل عام، اغلقت هاتفي، وضعت سمعاتي، ارتديت معطفي و وشاحي و خرجت للتمشي في شوارع المدينة، ماراً بعديد الناس، منعزلاً عن الناس اجمع، احتمى المارة يومها ببعضهم من برد الشتاء، أما انا فقد احتمتيت بمعطفي و وشاحي… وشاحي هذا نفسه حصلت عليه في يناير، قبل احد عشر عاماً ربما، و منذ ذلك الحين كان هو رفيقي الوحيد الدائم على مدار السنوات، اتى اناسٌ و ذهبوا على مدار السنين، لكن هذا الوشاح كان هنا ليبقى هنا، على مدار الأعوام جئتي و رحلتي، لكنك دوماً بقيتي سجينة ذاكرتي، أم تراني انا من كان سجين ذكرياتي؟ لا اعلم ، و لا اعلم حقاً لماذا اقوم بالكتابة هنا؟  او حتى ماذا تراني اكتب؟ هذا السؤال الذي اعاد سؤاله كل من حولي تقريبا، حتى انتِ، و لم اجب عليه احداً، لأنني لم امتلك شجاعة الإجابة، لم أمتلك القدرة على إخبارهم و إخبارك بأن كل الكتابة كانت لك، أنتِ كنتِ حروفي و كلماتي و لغاتي، و بعد ان رحلتِ أو رحلتَ انا لم اعد اجد الحروف و الكلمات، لم اعرف حتى اللغة، نسيت كل هذا، أو تراني تناسيته؟

لا اعرف حقا

أو ربما لا اريد ان اعرف

أريد فقط أنا اكنس هذه الذكريات لأضعها تحت سريري هناك في قبرص لتكون بجانب علب المشروب الفارغة، فكلاهما – العلب و الذكريات-  فارغة، لكن للأسف كما كنت اخرج العلب اجدني مضطراً لإخراج الذكريات، الخوض فيها مرة اخرى، الشعور بذات الشعور كأنها أول مرة، كأنني الأن اراك قبل عشر سنوات تقريباً للمرة الأولى، كأنني احدثك للمرة الأولى مجدداً، كأنني ارى ضحكاتك الاولى ، كلماتك

عيناك

فرحك

شعرك

قربك لفترة

بعدك لسنوات

ضياعك مني

لقائي لك مجدداً

كلها تمر الأن امامي،

كلها تداعب اوتار مشاعري مخرجةً موسيقى حزينة و مفرحة في آن واحد، و لكن اين أنتِ الأن؟ لستِ هنا ببساطة

مرة اخرى اعود للوشاح، ذلك الوشاح الذي لم اقدم له اي شيء سوى انني اختارته ذات يومٍ عندما رأيته في المحل، عكسك انتِ، لم يهمك كل ما قدمته طوال احد عشر عاماً، و لم يكن اي منه كافياً لجعلك تبقين، لم تهم ايام سهري بجانبك، لم يهم انني اجتزت و تجاوزت كل شيء حتى اصل لك، اخر تلك الأشياء كان الثقافة، اختلاف مجتمعي و مجتمعك، ألغيت أو على الأقل حاولت جاهداً إلغاء كل الفوارق الثقافية  بيننا، لكن هذا ايضاً لم يهم، كالعادة لم تنظري إلى المسار بل نظرتي إلى الناتج النهائي، ابتسمتي يومها و قلتي بأنه لا توافق بيننا، نحن مجرد اصدقاء لا أكثر سحقاً لصداقةٍ تجلعني أفعل كل هذا، و سحقاً لأي شخص سيفعل نصف ما فلعت انا، لكن لن يفعل احدٌ ذلك اساساً، قد عدلت عمداً تاريخ نشر المقالة لبعد يوم ميلادي ببضع ايام حتى اعطيك فرصةً لتجعلي هذا اليوم مميزاً، لكن كالعادة، كان هذا اليوم مميزاً لي فيما مضى عندما كنت طفلاً، أما الأن فقد صار خالياً تماماً من أي شيء مميز، اللهم الا انني اكبر فيه سنةً أخرى.

3 views0 comments

Recent Posts

See All

31

30

Kommentare


bottom of page