الى السادة اعضاء مجلس النوائب الموقرين..
سلامٌ عليكم اهل القبور، انتم السابقون و نحن لكم لاحقون، و هل للموتى تحية غير ذلك؟
فإنه قد بلغنا نبأ اجتماعكم و انه لأمر يبعث في النفس السرور و الفرح و البهجة، فهذا الحدث هو ظاهرة كونية نادرة الحدوث، ولا بد ان علماء الظواهر الكونية سيبدؤون بالتوافد على طبرق من كل حدب و صوب لدراسة هذه الظاهرة، خاصة و انه على غير العادة لم يكن لهذا الاجتماع علاقة بزيادة المستحقات المالية لسيادتكم، و هو الامر الذي نستنكره شديد الاستنكار، لأننا نخاف ان يكون هذا الامر دلالة على تقصيركم في مهامكم و غيرها من الاشياء التي سيستخدمها اعداء الوطن كوسيلة يشككون بها في قدرتكم على ادارة البلاد و العياذ بالله.
اما بخصوص مقترح جلستكم الماضية فإني اود ابداء شدة اعجابي و تأيدي لهذا المقترح، فتغير العلم صار ضرورة خاصة و ان المواطنين يقفون في طوابيرٍ على كل شيء تحت هذا العلم، و ما قيمة الرايات اذا ما كانت راية الانسان مهانة في بلاده، و الامر حتماً ليس لسوء تصرفكم و انشغالكم بمصالحكم الشخصية كما يروج البعض، كلا فكيف لبلاد يحمل علمها اللون الاسود و الاحمر ان ترى غير سواد الايام و حمرة الدم، و اني لمؤيد لارجاع العلم اخضراً كما كان، ليس فقط لتسهيل التوافق مع الاشقاء الليبين، و لكن لكي يكون لون العلم رمزاً لخضار عقولكم و خضار عقولنا يوم انتحبناكم…اقصد انتخبناكم و ربما بتغيير العلم سيعود اعضائكم الموقرون الى ارض الوطن الذين طالت اقامتهم خارجه حتى ظننا بأن القاهرة و شرم الشيخ مدن ليبية و انهم ممثلون عنها.
و بالطبع تغيير العلم لن يسبب فرقة بين الليبيين، لأن من يريد هذا العلم بالوانه الثلاث ليسوا ليبين، لم يكونوا ابدا كذلك، بل وحدهم من يؤمنون بالعلم السابق وونظامه هم الليبيون، ولكن اود لو ان تأخذوا بعين الاعتبار اثناء تقرير لون العلم الجديد الليبيون المؤيدين لوجود الطليان و الاتراك هنا قبل عقود، كذلك امل ان لا تنسوا الاخوة المثليين بالوان علمهم، كما لا يفوتني ان انوه سيادتكم الى ضرورة اختيار نشيدٍ يوحد الليبيين و يعبر عن حالهم و لا اجد لهذا الغرض خيراً من اغنية علي العريبي القائلة (نا صاحبي خوان).
و في الختام اقول لكل من يعارض هذا المقترح ان اصمتوا، فالاوطان ليست بالاعلام و الاناشيد، و مافائدة الاعلام و الاناشيد اذا كان الشعب قد مات من جوعه، ما اهمية العلم اذا لم يكن في البلاد سارية يرفع عليها او سواعد تقوى على تحيته، ما فائدة النشيد اذا ما كانت افواه الشعب قد جفت عطشاً او لم يعد لديهم اذان يستمعون بها اليه.
ادامكم الله فوق رؤوسنا.
Comments