اننا في العام 2116..
مائة عام مرت على كتابة هذه الكلمات و انا مازلت اكتبها..
مائة عام قد مرت على موعد نومي و مازلت لم أنم بعد…
مزال كل شيء على حالته قبل مائة عام…
رجلٌ وقف أمام المصرف قبل قرن و لم يجد سيولةً بعد…
مزالت لليبيا ثلاث حكومات….
و مازال مركز رأس أعبيدة يحترق عندما يحدث حدثٌ في بنغازي…
مزالت المنارة تضيء….
و ماتزال أصوات الدف و البنادير تُسمع من زاوية الرفاعية رفقة أصوات القذائف الراقصة جنبها..
ماتزال أغاني المرسكاوي فقيرة بعد إعتزال الصافي…
و مزال تشافيز يتحدث عن مبارة إنتهت ب3-1…..
و مازال العالم يتسائل عن هذا الشعب الرائع….
إننا في العام 2116….
مايزال أستاذ التاريخ يكذب و يزيف التاريخ….
و مايزال الطلبة يصدقونه و يعتقدون بأنه قد كان للعرب حضارة يوماً…
ما يزال ذلك الفتى الحالم يقول بأن أمة العرب ستعود من جديد ….
بجانبه فلسطيني يوافقه الكلام و يقول بأن العرب سيحررون بيت المقدس مرة أخرى ….
كلاهما غافلٌ فلم يكن للعرب يوماً أمة حتى تعود من جديد ….
و لم يستطيع العرب يوماً تحرير بيت المقدس… ليس لوحدهم على الأقل….
و مازال الغرب يحيكون لنا المؤامرات و يضعون لفظ الجلالة على الجوارب حتى ندوس عليها…
و ندوس زر الإعجاب فإن لم نفعل فالشيطان قد منعنا….
مازال الشيخ الفلاني يناقش أضرار القيادة على صحة المرأة….
و مازال العالم العلاني يؤمن بنظرية داروين التي لم يجدوا حلقتها المفقودة بعد….
ماتزال خلايا جسمي كما هي , لم تتطور و لم تتغير مع تغير الظروف …
مرت مائة عام
ما يزال الكلب في الخارج ينبح و بجانبه قطة تموي….
وقد بدأت في قراءة مائة من عامٍ من العزلة
و لم تنتهِ الرواية بعد ولم تنهِ المئة عام
و مازلت أنا أكتب….
لمن أكتب ؟!…
هم لا يقرؤون , أو تراهم يقرؤون و ينكرون أو ينسون …
مازلت أجلس عند البحر أحيانا…
و مازالت طيور النورس تحلق في السماء جاعلة منها وطناً لها
و مازلت أشرب القهوة…
أكره من أكره و أحب من أحب…
بعد مائة عام مازلت نا هو نا ….
Comments