الساعة الثالثة صباحا , كالعادة افشل في التغلب على كل هذه الأفكار و النوم , لا استطيع النوم دون أن أخوض جدالات عديدة بيني وبين نفسي , لا استطيع ان ارسو على وسادتي قبل أن اخوض في بحر الأفكار , انسج قصة من كل شيء , اجعل من كل شخصٍ اقابله بطلا لفيلم أو رواية انا صانعها ,
اعتقد أن الاوان قد حان لأضع حدا لكل هذا , لكل هذه القصص و الافلام فقد مللت , سئمت كل هذا , أن تجلس على كرسي طوال اليوم, أن تحاول مشاهدة الحياة بكل الأعين الا عيناك …
لكن الأمر ممتع , أن تضع نفسك محل الآخرين.
لكنك وضعتك نفسك محلهم حتى نسيت محلك انت , تاهت هويتك بين كل الذين حاولت قرائتهم .
كلا لم تته , مازلت انا ذات الشخص .
اذن هلا اخبرتني من انت ؟
انا كل اولئك الذين رأيتهم , انا من اطال النظر في وجوه الناس حتى حفظ كل التفاصيل و المعاني , انا من اذا نظر فقد نظر للحقيقة و لا شيء غيرها .
الحقيقة … هل اذكرك بما مضى ؟ أاجلب لك رسائلك المحروقة ؟ لا شيء يدعى الحقيقة فكل المعاني تختلف باختلاف المحتوى , كل شيء قد يصبح لا شيء , و انت لا تدرك الاشياء .
و ماذا تريد الان ؟
اريدك ان تصحو , أن تستيقظ , أن تدع عنك كل هذا , أن تنزل من كرسيك فكل قصصك فاشلة ,افلامك لن تنجح , اعتزل كل هذا , فأبطال قصصك قد ماتوا ….و لن يعودوا , انت تراهم لانك تريد أن تراهم .
اذن دعني أراهم ؟
كلا , يجب أن امنعك , يجب ان اخبرك بأن من تبحث عنهم و تريدهم أبطالا في قصصك هم أبطالٌ في قصص آخرين , كل منهم شخصية عند كاتب غيرك , توقف عن هذا الوهم , دع عنك كل هذه الأحلام ,فالقمر ليس صورة حبيبتك …. او من تريدها أن تكون …. او من لن تكون , ذلك الرجل النائم في محطة الحافلات صباح اليوم ليس مشردا , هو مجرد سكران فقد وعيه هناك فنام , تلك البائعة التي تسألك عن الفكة دائما ليست معجبة , هي فقط تبحث عن ما يسهل عملها , تلك الساحة ليست مهجورة لأن الأطفال قد كبروا على اللعب فيها , هي مهجورة لأن الأطفال ماتوا … قُتِلوا , لم يبق سوى أصواتهم في رأسك , الان استيقظ و أخلد الى النوم .
Comments